غزة/ الاستقلال
تمكنت المحامية غيد قاسم، من الناصرة، الخميس الماضي، من زيارة الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، المعتقل منذ أكثر من 70 يومًا في سجن "عوفر" غرب رام الله، بعد أن أمضى نحو 14 يومًا في معتقل "سدي تيمان" سيئ السمعة.
وقالت المحامية قاسم إن الزيارة تمت يوم الخميس 6 مارس، من الساعة 12:45 حتى 13:45، وجاءت بعد عدة محاولات من جانبها ومن زملائها.
وأضافت أن أبو صفية، منذ لحظة اعتقاله، نُقل إلى معتقل "سدي تيمان"، حيث خضع للعزل لمدة 14 يومًا، ثم نُقل إلى سجن "عوفر" وعُزل هناك أيضًا لمدة 25 يومًا. بعد فترة العزل، نُقل إلى قسم 24 مع بقية المعتقلين من غزة، وهو أحد الأقسام التي يُحتجز فيها أسرى غزة بشكل منفصل عن أسرى الضفة والداخل.
وأشارت قاسم إلى أن أطول فترة تحقيق تعرض لها أبو صفية كانت لمدة 13 يومًا متواصلة، حيث كان التحقيق يمتد بين 8 و10 ساعات يوميًا، مع تعرضه للتنكيل والتعذيب الشديد.
وحين سألته المحامية عن حالته الشخصية، كان أول ما سأله أبو صفية عن حالة ابنه الذي استشهد في غزة قبل اعتقاله. وأضاف أنه لم يتمكن من دفنه بشكل لائق بسبب الظروف، وأنه دفن مؤقتًا في محيط المستشفى. كما تحدث عن فقدانه لوالدته التي توفيت بعد اعتقاله بـ10 أيام.
وفيما يتعلق بالصدى الإعلامي لقضية أبو صفية، قالت قاسم إنه لم يكن يعلم بما جرى في الخارج من دعم واسع له، حيث يقتصر معلوماته على ما يصل إليه داخل السجن بسبب العزلة التامة التي يعاني منها.
وعن أوضاع الأسرى الغزيين، أكدت قاسم أن وضعهم استثنائي وصعب، حيث لا تجربة لديهم في الأسر، مما جعلهم هدفًا للتمييز من قبل مصلحة السجون.
وأضافت المحتمية أن هناك اعتداءات شديدة على الأسرى، مشيرة إلى معاناتهم في "سدي تيمان" حيث وصفته بأنه "مسلخ" من حيث التعذيب والانتهاكات المستمرة.
وحول موضوع التصوير الذي ظهر فيه أبو صفية في تقرير القناة 13 الإسرائيلية، قالت قاسم إنه فوجئ بذلك ولم يُخبَر عن التصوير مسبقًا، وبعد اللقاء تعرض لضغوط إضافية من الجنود.
وأوضحت المحامية أن سلطات الاحتلال حاولت تحويل ملفه إلى "ملف أمني عادي" لتقديم لائحة اتهام ضده، ولكن بعد 45 يومًا من التحقيقات القاسية، لم يتمكنوا من العثور على أي شبهة ضده، لذا أعادوا تصنيفه كـ"مقاتل غير شرعي"، وهو ما يعني حرمانه من أي حقوق قانونية.
في ختمت قاسم حديثها بأن أبو صفية، رغم كل ما مر به، ما زال محتفظًا بمعنوياته العالية، وأكد في رسالته أن "الإنسان هو تاريخ، وتاريخه هو موقف يُدرس".
وكان الإعلام العبري قد نشر الشهر الماضي مقطع فيديو يظهر أبو صفية مكبل اليدين والقدمين في المعتقل، وهو يعاني من الإرهاق والتعب. بعد أيام قليلة من إعلان سلطات الاحتلال عن تحويله إلى "المقاتل غير الشرعي".
التعليقات : 0